قوله: «بَلْ
لاَ بُدَّ لِلسَّبَبِ مِنْ أَسْبَابٍ أُخَرَ تُعَاوِنُهُ، وَلاَ بُدَّ مِنْ دَفْعِ
الْمُعَارِضِ عَنْهُ، وَذَلِكَ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ».
لذلك قد ينزل المطر ولا يحصل نبات، قد تكون الأرض خصبة صالحة ويأتيها الماء والمطر
ولا تنبت؛ لأنَّ الله منعها من ذلك، فالأمور بيد الله سبحانه وتعالى، وقد يتزوج
الإنسان ولم ينجب؛ لأن الله لم يقدر ذلك، فليست الأسباب تستقل بإيجاد المسببات،
وإنما هذا راجع إلى تقدير الله ومشيئته سبحانه وتعالى، وإلا فقد يجعل الله موانع
الأسباب فلا تنتج.
قوله: «فَمَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ». هذه قاعدة وأصل من أصول العقيدة، ما شاء الله كان ولا أحد يمنعه، وما لم يشأ لم يكن ولا يمكن لأحدٍ أن يوجده أبدًا، إذا منع الله شيئًا لا يمكن لأحدٍ أن يوجده مهما فعلَ، وإذا شاء الله وجود شيء فلا أحد يمنعه، قال تعالى: ﴿مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ﴾ [فاطر: 2]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِي لِمَا مَنَعْتَ» ([1])، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولو اجتمع الخلق كلهم على أن يوجدوا شيئًا لم يشأ الله وجوده ما استطاعوا، ولو اجتمع الخلق على أن يمنعوا شيئًا شاء الله وجوده لم يستطيعوا منعه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: لابن عباس رضي الله عنه: «وَاعْلَمْ أَنَّ الأُْمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَْقْلامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» ([2])، فمرد الأمر إلى الله سبحانه، والأسباب إنما هي أسباب فقط، ليست هي التي توجد المسببات.
الصفحة 2 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد