فالحاصل: أنه يجب الإيمان بجميع الرسل من أولهم إلى آخرهم، مَن سمى الله
منهم ومن لم يسم، فإن الرسل منهم من سمى الله في القرآن، فنؤمن بهم بأعيانهم، ومن
لم يسمه نؤمن بهم جملة، قال تعالى: ﴿وَرُسُلٗا
قَدۡ قَصَصۡنَٰهُمۡ عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلٗا لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَيۡكَۚ﴾ [النساء: 164].
قوله: «وَمَنْ سَبَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ كَانَ كَافِرًا مُرْتَدًّا مُبَاحَ الدَّمِ»، فلو أنَّ مسلمًا سبَّ موسى، أو عيسى، أو يوسف، أو يعقوب، أو إبراهيم، أو نوحًا، أو هودًا، أو صالحًا، أو شعيبًا، أو محمدًا صلى الله عليه وسلم، فإنه يرتد عن دين الإسلام، ويجب قتله مرتدًّا عن دين الإسلام، مع أنه ما سب إلا رسولاً واحدًا، فكيف بالذي يسب جميع الرسل؟ كيف بالنصارى الآن الذين يسبون محمدًا صلى الله عليه وسلم، وينشرون له صورًا مشوهة، ويكذِّبون به صلى الله عليه وسلم، ثم يقال لنا: تقاربوا معهم، وقاربوا بين الأديان الثلاثة: بين دين الإسلام وأديان الكفر والضلال والإلحاد، سبحان الله! أنجمع بين الكفر والإيمان؟! حاشا وكلا.
الصفحة 3 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد