×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

الثانية: أن ينال طالب الوسيلة شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

والشاهد من هذا: أن طلب الدعاء من الحي جائز لا بأس به، وإن كان المدعو له أفضل من الداعي.

قوله: «وَبِسَبَبِ ذَلِكَ التَّعْلِيمِ وَالْعَمَلِ بِمَا عَلَّمَهُمْ يُعْظِمُ اللَّهُ أَجْرَهُ». يعظم الله أجر الداعي والمصلي، «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ الْعَبْدَ، فَمَنْ سَأَلَ اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فالمصلحة عائدة للداعي، وإن كان المدعو له ليس بحاجة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بحاجة إلى الدعاء؛ لأن له من الأجر مثل أجور أُمته، كل مسلم يعمل عملاً صالحًا فللرسول صلى الله عليه وسلم مثل أجره؛ لأنه هو الذي دله عليه، وهو الذي دعا إليه، وفي الحديث: «مَنْ دَعَا إلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَْجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا»، فالرسول صلى الله عليه وسلم يوم يقول لنا: اسألوا الله لي الوسيلة، ليس بحاجة إلى هذا، وإنما يريد تعليمنا صلى الله عليه وسلم ويريد مصلحتنا.

قوله: «فَإِنَّا إذَا صَلَّيْنَا عَلَيْهِ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْنَا عَشْرًا»، الفائدة عائدة لنا.

قوله: «وَكُلُّ ثَوَابٍ يَحْصُلُ لَنَا عَلَى أَعْمَالِنَا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِنَا». كل ثواب يحصل لنا على أعمالنا الصالحة للرسول صلى الله عليه وسلم مثل أجورنا، ولهذا لا يشرع الصدقة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يشرع الحج والعمرة عنه؛ لأنك إذا حججت فله مثل أجرك، وإذا اعتمرت فله مثل أجرك، وإذا تصدقت فله مثل أجرك صلى الله عليه وسلم.


الشرح