بالقوانين الوضعية
بدلاً من الشريعة الإسلامية، ويتمثل في بعض المتفقِّهة المتعصِّبين الذين يقلِّدون
أئمتهم ولو أخطأوا في الاجتهاد وخالفوا الدليل، ويتمثل في المتصوفة الذين يطيعون
مشايخ الطرق في فعل الأمور الشركية والبدعية، كل ذلك داخلٌ في عبادة الأحبار
والرهبان من دون الله، وهذا مما يوجب على المسلم الذي يريد النجاة لنفسه أن يتعلم
معنى لا إله إلا الله، ويفهم مقتضاها ويعمل بذلك حتى يكون من أهلها.
قال تعالى: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ
إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ﴾ [محمد: 19] فأمر
سبحانه بالعلم قبل القول والعمل؛ لأن العمل الذي لا يُؤسس على علمٍ صحيحٍ يكون
ضلالاً، وقال تعالى: ﴿وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ
يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ
يَعۡلَمُونَ﴾ [الزخرف: 86] أي شهد بالتوحيد بأن قال «لا إله إلا
الله» بقلوبهم ويفهمون ما شهدت به ألسنتهم.
فاتقوا الله عباد
الله، وتفقَّهوا في معنى «لا إله إلا الله» لتعملوا بمقتضاها، وتمسَّكوا بكتاب
الله وسنة رسوله والزموا جماعة المسلمين فإن خير الحديث كتاب الله... إلخ.
******
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد