في وجوب اتباع الكتاب والسنة
والنهي عن الابتداع
في شعبان وغيره
الحمد لله ربِّ
العالمين، أمرنا باتباع الكتاب والسنة، ونهانا عن الابتداع والفتنة، وأشهد أن «لا
إله إلا الله» وحده لا شريك له، مَن يُطعْ الله ورسوله فقد رشد، ومَن يعص الله
ورسوله فقد غوى ولا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
ترك أمته على البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
الذين ساروا على نهجه وتمسكوا بسنَّته ومَن تبعهم بإحسان وسلَّم تسليمًا كثيرًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وتمسكوا بكتابه وسنة نبيه ففيهما الكفاية والهدى والنور، وإياكم ومحدثات الأمور،
فإنها ضلال وغرور، قال تعالى: ﴿ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ وَلَا
تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۗ﴾ [الأعراف: 3]. وقال
تعالى: ﴿فَمَنِ
ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ﴾ [طه: 123]. فقد وعد
الله من تمسك بكتابه وعمل به أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، وتوعد من
أعرض عن كتابه فقال: ﴿وَمَنۡ
أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ﴾ [طه: 124].
أي من خالف أمري وما أنزلته على رسولي فأعرض عنه وتناساه، وأخذ من غيره هداه، ﴿فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا﴾ [طه: 124] أي ضنكًا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق حرج لضلاله
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد