الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله
وإحسانه، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له في إلهيته وسلطانه، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم
تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله يُعِنْكم
على فعل الخيرات، ويحفظكم من جميع المحذورات. قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ﴾ [النحل: 128].
واعلموا أن إهمال
تعاليم الإسلام في شأن الأُسرة يسبب تشتتها وضياعها في الدنيا والآخرة - فإنها ما
فسدت الذراري إلا بسبب إهمال الوالدين وسوء تربيتهم لأولادهم، ولا حصل العقوق من
الأولاد لآبائهم إلا بسبب أن هؤلاء الآباء قد سبق أن عقوا آباءهم من قبل؛ فإن
الجزاء من جنس العمل. وقد يكون العقوق بسبب حيف الأب مع بعض الأولاد بتخصيصه دون
إخوانه بشيء من المال والعطف، وما حصلت قطيعة الأرحام بين الأقارب إلا بسبب
التشاحن والتنافس على أمور الدنيا، وبالجملة فإنه ما حصل الخلل في بناء الأسر
اليوم إلا بسبب الخلل في الدين.
انظروا إلى المجتمعات الكافرة كيف يعيشون عيشة البهائم لا روابط تجمعهم كما قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأۡكُلُونَ كَمَا تَأۡكُلُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡ﴾ [محمد: 12].
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد