الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين، لا نحصي ثناء عليه، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا...أما
بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ
ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 194] عباد الله: ويجب أن يكون البيت
المسلم مستورًا مصونًا عن الأنظار المسمومة، يأمن من بداخله من الاطلاع على
عوراتهم وأسرارهم لا يدخله غير أصحابه، إلا باستئذان وإذن. قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ بُيُوتِكُمۡ حَتَّىٰ تَسۡتَأۡنِسُواْ
وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهۡلِهَاۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ لَعَلَّكُمۡ
تَذَكَّرُونَ ٢٧ فَإِن لَّمۡ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَدٗا فَلَا تَدۡخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤۡذَنَ لَكُمۡۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ
ٱرۡجِعُواْ فَٱرۡجِعُواْۖ هُوَ أَزۡكَىٰ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ
عَلِيمٞ ٢٨﴾ [النور: 27، 28].
قال ابن كثير رحمه
الله: ﴿حَتَّىٰ
تَسۡتَأۡنِسُواْ﴾ [النور: 27] أي تستأذنوا قبل الدخول ﴿وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهۡلِهَاۚ﴾ [النور: 27] أي
تسلموا بعد الدخول، وقال: ثم ليعلم أنه ينبغي للمستأذن على أهل المنزل أن لا يقف
تلقاء الباب بوجهه، ولكن ليكن الباب عن يمينه أو يساره، وفي الصحيحين عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَوْ أَنَّ امْرَأً اطَّلَعَ عَلَيْكَ بِغَيْرِ
إِذْنٍ فَحَذَفْتَهُ «فَخَذَفْتَهُ» ([1]) بِحَصَاةٍ
فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ جُنَاحٌ» ([2]).
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ». فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَْنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟
([1]) استبدال من طبعة دار المعارف.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد