الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين أمر باغتنام الأوقات، قبل الفوات، فقال: ﴿فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ﴾ [البقرة: 148].
وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته والأسماء والصفات
وأشهد أن محمدًا عبده، ورسوله كانت كل أوقاته طاعات صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
ومَن تبعهم بإحسان وسلَّم تسليمًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أنكم ستُسألون عن أوقاتكم بماذا قضيتموها ففي الحديث: «لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ جَسَدِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ،وَعَنْ عِلْمِهِ مَا عَمِلَ بِهِ» ([1]). فماذا سيكون الجواب؟ إن كثيرًا من الناس اليوم قد تلاعب بوقته، وضيعه في الشهوات والغفلات، وإضاعة الصلاة، يسهرون معظم الليل لمشاهدة التلفاز أو الفيديو أو اللعب بالورق الذي قد يكون مصحوبًا بالميسر، أو للمرح والمزاح والغفلة عن ذكر الله، «ثم إذا جاء وقت السحر والنزول الإلهي وقَرُبَ وقت صلاة الفجر، ناموا بعد سَهَرِهم الآثم» ([2]) وختموه بترك صلاة الفجر. ولا يزال صنيعهم صيفًا وشتاءً ﴿لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمۡ يَذَّكَّرُونَ﴾ [التوبة: 126].
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2417)، والدارمي رقم (537)، وأبو يعلى رقم (5271).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد