في تحريم معاداة أولياء الله
الحمد لله ربِّ
العالمين، أنزل على عبده الكتاب والحكمة، وجعل في اتباعه الهدى والرحمة، وأشهد أن
«لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوتي القرآن العظيم وأوتي مثله معه، ومما أوتيه الأحاديث القدسية التي يرويها عن ربه تعالى، ومنها ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ» ([1]) الوَلاية بفتح الواو المحبة وضدها العداوة. والولي ضد العدو، وأولياء الله هم المؤمنون المتقون، قال تعالى: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦﴾ [يونس: 62، 63] فكل مؤمن تقي فهو ولي لله بحسب إيمانه وتقواه، وكل كافر فهو عدو لله، والمؤمن العاصي يجتمع فيه الأمران، فهو ولي لله بحسب ما فيه من الإيمان، وعدو لله بحسب ما فيه من العصيان، فليس الولي معصومًا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6502).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد