دور الشباب في الإسلام
ووجوب العناية بهم
الحمد لله نحمده
ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من
يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا
شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا
وداعيًّا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد
في الله حقَّ جهاده. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلَّم
تسليمًا كثيرًا..
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله وليتذكر
كلٌّ منكم مسئوليته عن الإسلام والمسلمين، وسيكون حديثي معكم عن دور الشباب نحو
هذه المسئولية وواجبكم في توجيههم للقيام بها.
ولا شك -أيها الإخوة- أن دور الشباب في الحياة دور مهم، فهم إذا صلحوا ينهضون بأمتهم ويقومون بنشر دينهم والدعوة إليه؛ لأن الله أعطاهم من القوة البدنية والقوة الفكرية ما يتفوقون به على كبار السن، وإن كان كبار السن يفضلونهم بالسبق والتجارب والخبرة. إلا أن ضعف أجسامهم في الغالب وضعف قواهم لا يمكنهم مما يقوم به الشباب الأقوياء. ومن هنا كان دور شباب الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- الدور العظيم في نشر هذا الدين تفقهًا في دين الله وجهادًا في سبيله. من أمثال عبد الله بن عباس، «وعبد الله بن عمر» ([1])،
([1]) سقط من طبعة دار المعارف.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد