في بيان حكم زيارة المسجد النبوي وما
يُرتكب فيها من أخطاءٍ
الحمد لله ربِّ
العالمين. القائل في كتابه المبين: ﴿لَّمَسۡجِدٌ
أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ
رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة: 108]
وأشهد أن «لا إله إلا الله» الملك الحق المبين. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى
يوم الدين.
·
أما بعد:
أيها الناس اتقوا الله تعالى
وأخلصوا له العبادة مقتدين بنبيكم صلى الله عليه وسلم حتى تكون أعمالكم صحيحةً
مقبولةً عند الله تعالى.
عباد الله، لا شك أن زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنةٌ ثابتةٌ. لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ؛ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَْقْصَى» ([1]) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الصلاة في مسجده أفضل من ألف صلاةٍ فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام. فدلَّ ذلك على مشروعية زيارة مسجده صلى الله عليه وسلم والسفر من أجل ذلك؛ طلبًا لهذا الفضل العظيم. ولكن بعض الزائرين يخطئون في ذلك أخطاءً كثيرةً. منها اعتقاد بعضهم أن زيارة المسجد النبوي الشريف لها علاقةٌ بالحج أو أنها من مكملاته أو من جملة مناسكه، وهذا خطأٌ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1132)، ومسلم رقم (1397).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد