×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين، أمرنا بموالاة عباده المؤمنين، ونهانا عن موالاة الكفار والمنافقين. وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إلى الناس أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا كثيرًا...

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى وكونوا مع الصادقين، واعلموا أن المعاصي كلها محاربة لله عز وجل، قال الإمام ابن رجب رحمه الله: واعلم أن جميع المعاصي محاربة لله تعالى. قال الحسن: ابن آدم هل لك بمحاربة الله عز وجل من طاقة؛ فإن من عصى الله فقد حاربه، لكن كلما كان الذنب أقبح كانت المحاربة لله أشد، ولهذا سمى الله تعالى أكلة الربا وقطاع الطريق محاربين لله تعالى ورسوله لعظم ظلمهم لعباده، وسعيهم بالفساد في بلاده، وكذلك معاداة أوليائه فإنه تعالى يتولى نصرة أوليائه ويؤيدهم، فمن عاداهم فقد عادى الله تعالى وحاربه، وقد روى الإمام أحمد في كتاب الزهد عن وَهب بن مُنَبِّه قال: «إنَّ الله تعالى قال لموسى عليه السلام حين كلمه: اعلم أن من أهان لي وليًّا أو أخافه فقد بارزني بالمحاربة وعاداني، وعرض نفسه ودعاني إليها، وإن أسرع شيء إلي نصرة أوليائي، أفيظن الذي يحاربني أن يقوم لي أو يظن الذي يعاديني أن يعجزني، أم يظن الذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني، وكيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة، فلا أَكِل نصرتهم إلى غيري»،


الشرح