×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 في الحثِّ على العمل الصالح

والمحافظة عليه

الحمد لله ربِّ العالمين، خلق الموت والحياة ليبلُوَكم أيُّكم أحسن عملاً، وهو العزيز الغفور، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا...

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وأصلحوا أعمالكم يصلح الله عاقبتكم، ويعظم مثوبتكم، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا ٣٠  أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَيَلۡبَسُونَ ثِيَابًا خُضۡرٗا مِّن سُندُسٖ وَإِسۡتَبۡرَقٖ مُّتَّكِ‍ِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۚ نِعۡمَ ٱلثَّوَابُ وحَسُنَتۡ مُرۡتَفَقٗا ٣ [الكهف: 30، 31]. أيُّ عاقل يؤمن بالله، ويسمع هذا الخبر الصادق لا يهتم بعمله، ويعتني بإصلاحه ليحصل على هذا الوعد الكريم من الرب الرحيم، الذي لا يخلف وعده، ولا يضيع عبده لكن متى يكون العمل صالحًا حتى يحوز صاحبه هذا الجزاء؟ إنَّ الله سبحانه قد بيَّن أن العمل يكون صالحًا إذا توفَّر فيه شرطان: الشرط الأول: أن يكون العمل خالصًا لوجه الله تعالى، ليس فيه شائبة شرك أو قصد لغير الله. والشرط الثاني: أن يكون العمل صوابًا على سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيه بدعة، واتباعٌ لغير الرسول. وقد بيَّن الله هذين الشرطين في قوله تعالى: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ


الشرح