في التحذير من المضلِّلين والمشعوِذين
الحمد لله الذي لم
يتخذ ولدًا ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذل وكبِّره تكبيرًا،
وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، خلق كل شيءٍ فقدره تقديرًا، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، أرسله شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا
منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعه على دينه، وتمسك بسنَّته وسلَّم
تسليمًا كثيرًا..
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وتمسكوا بعقيدة التوحيد التي هي معنى «لا إله إلا الله» ومدلولها ومقتضاها،
واحذروا مما ينافي هذه العقيدة أو يُنقصها من الشرك الأكبر والأصغر والوسائل
المفضية إلى الشرك.
فإن العقيدة لا تكون
صحيحة سليمة إلا بالتوحيد والابتعاد عن الشرك، قال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النساء: 36]، وقال
تعالى: ﴿وَلَقَدۡ
بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36]، وقال
تعالى: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ
وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ
لَهَاۗ﴾[البقرة: 256].
عباد الله: إنه يجب على كل
مسلمٍ أن يعرف ما هو التوحيد حتى يتمسك به، ويعرف ما هو الشرك حتى يتجنبه؛ لأنه لا
نجاة له إلا بذلك، وكيف يعمل بالتوحيد من هو جاهلٌ به، وكيف يتجنب الشرك وهو لا
يعرفه، إن الأمر خطيرٌ والواجب كبيرٌ، وما زال أعداء
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد