في معنى قوله تعالى :﴿وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ﴾ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ ١ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٖ ثُمَّ قَضَىٰٓ أَجَلٗاۖ وَأَجَلٞ مُّسَمًّى عِندَهُۥۖ ثُمَّ أَنتُمۡ تَمۡتَرُونَ ٢ وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ يَعۡلَمُ سِرَّكُمۡ
وَجَهۡرَكُمۡ وَيَعۡلَمُ مَا تَكۡسِبُونَ ٣ وَمَا
تَأۡتِيهِم مِّنۡ ءَايَةٖ مِّنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِمۡ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ ٤﴾ [الأنعام: 1- 4]. وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا
شريك له، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله، بلَّغ البلاغ المبين، وبيَّن للناس ما نُزِّل إليهم من ربهم غاية
التبيين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وسلَّم تسليمًا كثيرًا. ·
أما بعد: أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وتفكَّروا في مخلوقاته، فإنها من أعظم آياته الدالة على قدرته وربوبيته، وأنه لا
يستحق العبادة إلا هو، فهو الخالق، وما سواه مخلوق، وهو الغني عما سواه، وما سواه
فقيرٌ إليه، وأدلة قدرته ووحدانيته ظاهرةٌ بين أيديكم، ومتمثلةٌ فيكم، قال الله
تعالى: ﴿وَفِي
ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ 0٢ وَفِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ
٢١﴾ [الذاريات: 20، 21] يعجب الناس عندما يرون تلك
المخترعات الصناعية وما فيها من المنافع والمضار، وما تشتمل عليه من آلاتٍ دقيقةٍ
وحركاتٍ عجيبةٍ، يتعجبون من مهارة مخترعيها، ولكن أكثرهم لا يفكرون فيما وراء ذلك،
من الذي خلقها وسخرها ودلَّ العباد على أسرارها وأقدرهم على صنعها وذللها لهم؟ كما
قال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ
خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [الصافات: 96]
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد