ولا يتفكرون في الآيات المبثوثة في الأرض، قال الإمام ابن القيم على قوله تعالى: ﴿وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ﴾ [الذاريات: 20]: ومن آياتها أن جعلها مختلفة الأجناس والصفات والمنافع مع أنها قطعٌ متجاوراتٌ متلاصقةٌ، فهذه سهلةٌ، وهذه حزنةٌ تجاورها وتلاصقها. وهذه طيبةٌ تنبت وتلاصقها أرضٌ لا تنبت، وهذه تربةٌ وتلاصقها رمالٌ، وهذه صلبةٌ وتلاصقها رخوةٌ، وهذه بيضاء وتلاصقها أرضٌ سوداءُ، وهذه حصى كلها ويجاورها أرضٌ لا يوجد فيها حجرٌ، وهذه تصلح لنبات كذا وكذا، وهذه تصلح لغيره، وهذه سبخةٌ مالحةٌ، وهذه بضدها وهذه ليس فيها جبلٌ ولا معلمٌ، وهذه جبليةٌ، وهذه لا تصلح إلا على المطر. وهذه لا ينفعها المطر بل لا تصلح إلا على سقي الأنهار، فيمطر الله سبحانه الماء على الأرض البعيدة ويسوق الماء إليها على وجه الأرض فلو سألتها من نوَّعها هذا التنوع؟ ومن فرَّق أجزاءها هذا التفريق؟ ومن خصص كل قطعةٍ منها بما خصها به، ومن ألقى عليها رواسيها؟ وفتح فيها السيل وأخرج منها الماء والمرعى؟ ومن أمسكها عن الزوال؟ ومن بارك فيها وقدَّر فيها أقواتها، وأنشأ منها حيوانها ونباتها؟ ومن وضع فيها معادنها وجواهرها ومنافعها؟ ومن هيأها مسكنًا ومستقرًّا للأنام؟ ومن يبدأ الخلق منها ثم يعيده إليها ثم يخرجه منها؟ ومن جعلها ذلولاً غير مستعصيةٍ ولا ممتنعةٍ؟ ومن وطَّأ مناكبها وذلَّل مسالكها ووسَّع مخارجها وشق أنهارها وأنبت أشجارها وأخرج ثمارها؟ ومن صدعها عن النبات، وأودع فيها جميع الأقوات؟ ومن بسطها وفرشها ومهَّدها وذلَّلها وطحاها ودحاها وجعل ما عليها زينةً لها؟ ومن الذي يمسكها أن تتحرك فتتزلزل فيسقط ما عليها من بناءٍ ومعلمٍ أو يخسفها بمن عليها فإذا هي تمور؟
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد