في التحذير من الخمر والميسر
الحمد لله ربِّ
العالمين، أباح لنا الطيبات، وحرم علينا الخبائث، ووضع عنا الآصار والأغلال، وأشهد
أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له الكبير المتعال، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، بيَّن الحرام والحلال، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه صلاةً وسلامًا
دائمين متواصلين ما تعاقب الغدو والآصال...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واعلموا أن الله حرَّم على المسلمين كل ما يضر بدينهم ودنياهم وما يخل بأجسامهم
وعقولهم، وما يفسد قلوبهم وأخلاقهم وأموالهم، ومن ذلك أنه حرم الخمر والميسر، قال
تعالى: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ
عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ وَمَنَٰفِعُ
لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ﴾ [البقرة: 219].
فبيّن سبحانه أن ما
في الخمر والميسر من المضار والمفاسد والآثام الكلية أعظم مما فيهما من المصالح
الجزئية، ومعلوم بالفطر والعقول والشرائع أن ما كانت مفسدته أعظم من مصلحته وجب
تجنبه وحرم تعاطيه والاقتراب منه، ثم قال تعالى بعد ذلك: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ
وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ
لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٩٠ إِنَّمَا
يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي
ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ
فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ ٩﴾ [المائدة: 90، 91].
ففي هاتين الآيتين الكريمتين ينادي الله تعالى أهل الإيمان؛ لأن إيمانهم يحملهم على الاستماع لندائه واجتناب ما ينهاهم عنه، ويبيِّن
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد