×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

لهم أن هذه الأشياء المذكورة وفي طليعتها الخمر والميسر أمور فاسدة مفسدة يجب عليهم تجنبها والابتعاد عنها:

أولاً: لأنها (رجس) والرجس: هو النجس، فهي نجسة نجاسةً حسيةً ونجاسةً معنويةً تنجس العقائد وتنجس الأخلاق وتنجس الأبدان والثياب، والمطلوب من المؤمن أن يكون طاهرًا في عقيدته وخلقه وبدنه وثيابه.

ثانيًا: إنها من عمل الشيطان، وعمل الشيطان كله شر وغش لبني آدم؛ لأنه عدو لهم لا يريد لهم الخير؛ ولذلك أمر باجتنابها والبعد عنها، وعلَّق على ذلك الفلاح العاجل والآجل.

ودل ذلك على أن من لم يجتنب الخمر والميسر فهو خاسر في الدنيا والآخرة، ثم بيَّن سبحانه وتعالى في الآية الثانية مقصود الشيطان من تزيينه للناس تعاطي الخمر والميسر، وهو أنه يريد بذلك بثَّ العداوة بين أفراد الأسرة، وأفراد المجتمع، حتى يتفككوا، ويتقاطعوا، وربما تضاربوا وتقاتلوا؛ لأنهم قد زالت بينهم الألفة، وحلَّ محلها العداوة، وزالت المحبة، وحلَّ محلها البغضاء.

وماذا تتصورون في مجتمع قد سادت بين أفراده العداوة والبغضاء؟ وأعظم من ذلك أن الشيطان يريد من تعاطيهم للخمر والميسر أن يصدهم عن ذكر الله، الذي بذكره تصفو نفوسهم وتطمئن قلوبهم، ويصدهم عن الصلاة التي هي أعظم صلة بينهم وبين ربهم عز وجل وبذلك تنقطع صلة بعضهم ببعض، وتنقطع صلتهم بالله، فتسود فيهم الفوضى والقلق النفسي وينشغلون عن الكلم الطيب الذي هو ذكر الله وعن العمل الصالح الذي هو الصلاة بالكلام الخبيث من سبٍّ وشتم وغيبة


الشرح