في معنى قوله صلى الله عليه وسلم:
«إن الحلال بيِّن والحرام بيِّن»ـ
الحمد لله على جميع
نعمه وأجَلُّها نعمة الإسلام، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، الملك
القدوس السلام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بيَّن لأمته الحلال والحرام. صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه الأئمة الأعلام، وسلَّم تسليمًا كثيرًا ما تعاقبت
الليالي والأيام..
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واعلموا أن في الحلال غُنيةً عن الحرام، ومنجاةً من العقوبات والآثام.
في «الصحيحين» عن
النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنه: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ
الْحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ
يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ
لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ،
كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وَإِنَّ
لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي
الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ
فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ» ([1]).
ففي هذا الحديث
قسَّم النبي صلى الله عليه وسلم الأشياء إلى ثلاثة أقسامٍ. وبيَّن موقف المسلم من
كل قسمٍ:
القسم الأول: الحلال البيِّن: وهو الطيبات من المآكل والمشارب
([1]) أخرجه: البخاري رقم (52)، ومسلم رقم (1599).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد