في الحثِّ على المسارعة إلى الخيرات
الحمد لله ربِّ
العالمين، أَمَر بالمسارعة إلى الخيرات، ومبادرة الوقت قبل الفوات، وأشهد أن «لا
إله إلا الله» وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وما له من الأسماء والصفات،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أول مبادر إلى الخيرات صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه ذوي المناقب والكرامات، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
وبادروا حياتكم قبل فَنائها، وأعماركم قبل انقضائها، وبفعل الخيرات والإكثار من
الطاعات؛ فإن الفرص لا تدوم. والعوارض التي تحول بين الإنسان، وبين العمل غير
مأمونةٍ، وأنت -أيها العبد- بين زمانٍ مضى لا تستطيع ردّه. وزمان مستقبل لا تدري
هل تدركه أو لا، وزمانٍ حاضرٍ إن استفدت منه وإلا ذهب منك، وأنت لا تشعر فاستدرك
ما مضى بالتوبة مما فرطت فيه، واستغل حاضرك باغتنام أيامه ولياليه، واعزم على
الاستمرار في الطاعة فيما تدرك من مستقبلك يُكتب لك ثواب نيتك إن لم تدركه،
وتوفَّق إن أدركته لعمل ما نويت فيه.
عباد الله: إن الله سبحانه قد أمرنا بالمسارعة، والمسابقة إلى الخيرات قبل فواتها. قال تعالى: ﴿وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 133]، وقال تعالى: ﴿سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد