×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين: أمرنا باتِّباع صراطه المستقيم، ونهانا عن اتباع سبل أصحاب الجحيم، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له الملك البر الرحيم. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بلَّغ البلاغ المبين، وقال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين تلقَّوا عنه الدِّين. وبلَّغوه للمسلمين. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى والزموا السير على الطريق الصحيح الذي يوصلكم إلى دار السلام. واحذروا الطرق المنحرفة التي توردكم المهالك والآثام، واعلموا أنه ليس لليلة النصف من شعبان ولا ليومها خصوصية على غيرها من الليالي والأيام، فمَن كان معتادًا قيام الليل في سائر السنة فليقم في تلك الليلة كغيرها من الليالي. ومَن كان معتادًا الصيام أيام البيض من كل شهر فليصم تلك الأيام من شعبان كعادته في شهور العام، وكذلك مَن كان يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع وصادف ذلك يوم النصف من شعبان فليصمه على عادته تابعًا لغيره، وهكذا مَن عادته أن يصوم غالب شهر شعبان كما روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ولم أره صائمًا من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان»، وفي رواية: «كان يصوم شعبان إلا قليلاً» فمَن اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم وصام غالب شعبان ومرّ النصف أثناء صيامه فلا بأس؛ لأنه في هذه الحال صار تابعًا.


الشرح