الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله،
وإحسانه، جعل الصلاة صِلة بين العبد وبين ربه، وكفَّارة لذنوبه، وأشهد أن «لا إله
إلا الله» وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قديرٌ، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله البشير النذير، والسِّراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه ومَن تمسك بسنَّته إلى يوم الدين... وسلَّم تسليمًا..
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وحافظوا على هذه الصلوات الخمس كما أمركم الله تعالى: بقوله: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة: 238]. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (مَن سرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا؛ فليحافظ على هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن؛ فإن الله قد شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صلّيتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم. ولقد رَأيتُنَا وما يتخلَّف عنها إلا منافقٌ معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُؤتى به يُهادى بين الرجلين حتى يُقام في الصف). وورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ مَنْ حَافَظَ عَلَى هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كُنَّ لَهُ نُورًا، وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلاَ نَجَاةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَحُشِرَ مَعَ فِرْعَوْنَ، وَهَامَانَ، وَقَارُونَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ تَاجِر الْكُفَّارِ بِمَكَّةَ» ([1]).
([1]) أخرجه: الدارمي رقم (2721)، وأحمد رقم (6576)، وابن حبان رقم (1467).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد