عناية الإسلام بشأن الأسرة
الحمد لله ربِّ
العالمين، على نعمه الظاهرة والباطنة، لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه،
وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله لبيان الحق، وهداية الخلق، فبيّن للناس
ما نزل إليهم من ربهم وترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا
هالك، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان، وسلَّم تسليمًا
كثيرًا،...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
بفعل ما أمركم به، وترك ما نهاكم عنه، وشكر ما أنعم به عليكم: فقد وعد بالعاقبة
للمتقين والمزيد للشاكرين.
عباد الله: من المعلوم لديكم أن المجتمع يتكون من الأسرة، والأسرة تتكون من الأفراد، كالبناء الذي يتكون من الأساس واللَّبنات، وبقدر قوة الأساس وقوة اللَّبنات وانتظامها يكون البناء صرحًا شامخًا، وحصنًا راسخًا، كذلك المجتمع الإنساني إنما يكون صالحًا بصلاح الأفراد والأسر التي يتكوّن منها؛ ولهذا شبه النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع المسلم بالبنيان الذي يشد بعضه بعضًا، وبالجسد الواحد الذي يتألم كله بتألم عضو من أعضائه، ولهذا عُني الإسلام عنايةً تامةً بتكوين الأسرة المسلمة، واستصلاحها، ولما كان تكوين الأسرة يبدأ من اتصال الذكر بالأنثى عن طريق الزواج، أمر باختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد