الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين ﴿كَتَبَ عَلَىٰ
نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَۚ لَيَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ
فِيهِۚ﴾ [الأنعام: 12]، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا
شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بعثه بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، صلى
الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله، واعلموا
أن الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان المذكورة في الكتاب والسنة والتي أجمعت
عليها الرِّسَلات السماوية، والإيمان باليوم الآخر يعني الاستعداد له؛ لأن الإيمان
بهذا اليوم يحمل الإنسان على العمل الصالح والتوبة من الأعمال السيئة، قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ
لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾ [الكهف: 110].
والإيمان باليوم
الآخر يحمل الإنسان على الصبر على طاعة الله والابتعاد عن محارم الله، ويحمله على
المحافظة على الصلاة، وأنواع الطاعات.
قال تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ
بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ٤﴾ [البقرة: 45، 46].
وقال تعالى عن الأبرار: ﴿يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ
وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا ٧
وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا ٨ إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ
جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا ٩ إِنَّا نَخَافُ مِن
رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا ١٠ فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ
وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا ١١ وَجَزَىٰهُم
بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا ١﴾ [الإنسان: 7- 12].
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد