×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 في فضل الدعاء والاستغفار

مع سلامة العقيدة

الحمد لله ربِّ العالمين على فضله وإحسانه، كتب على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح أن يغفر له ويرحمه مهما بلغت ذنوبه، وعظمت عيوبه، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له يفرح بتوبة عبده وهو غنيٌّ عنه، وعبده يعرض عنه وهو فقير إليه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله كان يتوب إلى ربه ويستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة، وصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا ربكم وتوبوا إليه من ذنوبكم، ولا تقنطوا من رحمته مهما بلغت ذنوبكم فإنه يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها. كما روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قَالَ اللهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَْرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» ([1]) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وقد تضمن هذا الحديث أمورًا ثلاثة تحصل بها المغفرة:


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3540)، والدارمي رقم (2788)، وأحمد رقم (21472).