في التجمل المشروع والتجمل والتشويه([1]) الممنوع
الحمد لله ربِّ
العالمين حمدًا طيبًا كثيرًا، خلق كل شيءٍ فقدره تقديرًا، وأشهد أن «لا إله إلا
الله» وحده لا شريك له، وسبحانه عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله، بعثه بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا
منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واشكروه على ما أولاكم من النعم، ودفع عنكم من النقم، فقد خلق الله الإنسان في
أحسن تقويم؛ فإن شكره وأطاعه واصل له التكريم، وإن عصاه وخالف أمره فإن عقابه
أليمٌ.
أيها المسلمون: إن التجمل في حدود
المشروع أمرٌ مطلوبٌ؛ فإن الله تعالى جميلٌ يحب الجمال، والتجمل يكون في إصلاح
الجسم بأخذ ما شُرِع أخذه وإبقاء ما يُشرَع إبقاؤه.
فأما ما يُشرَع أخذه فقد بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلمٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خَمْسٌ مِنْ الْفِطْرَةِ: الاِسْتِحْدَادُ وَالْخِتَانُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَنَتْفُ الإِْبِطِ،وَتَقْلِيمُ الأَْظْفَارِ» ([2]) فأخبر صلى الله عليه وسلم أن أخذ هذه الأشياء من الفطرة، أي من السنة القديمة التي اختارها الأنبياء واتفقت عليها الشرائع؛ لأن في ترك هذه
([1]) استبدال من طبعة دار المعارف.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد