في الحث على المحافظة
على الصلاة
الحمد لله ربِّ
العالمين، جعل الصلاة ثانية أركان الإسلام، وأمر بإقامتها والمحافظة عليها على
الدوام، وأخبر أنها تنهى عن الفحشاء والآثام. أحمده على إحسانه الخاصِّ والعامِّ،
وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته، وصفاته وأسمائه
العظام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله كانت الصلاة قُرة عينه ونعيم قلبه، وكان يفرغ
إليها عند الأحداث العظام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلَّم
تسليمًا كثيرًا أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وحافظوا على الصلوات، ولازموا حضور الجمع والجماعات. كما أمركم بذلك ربكم، وحثكم عليه نبيكم؛ فإن الصلاة هي ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي عمود الإسلام، وهي الفارقة بين المسلم، والكافر. وهي شعار النبيين. وعلامة المتقين، والصلة بين العبد وربِّ العالمين، وهي محل عناية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال إبراهيم عليه السلام: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ﴾ [إبراهيم: 40]، وقال: ﴿رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [إبراهيم: 37]، وقال تعالى﴿وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِسۡمَٰعِيلَۚ إِنَّهُۥ كَانَصَادِقَ ٱلۡوَعۡدِ وَكَانَ رَسُولٗا نَّبِيّٗا ٥٤ وَكَانَ يَأۡمُرُ أَهۡلَهُۥ بِٱلصَّلَوٰةِوَٱلزَّكَوٰةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِۦ مَرۡضِيّٗا ٥٥﴾ [مَريَم: 54-55]، وقال عن زكريا عليه السلام: ﴿فَنَادَتۡهُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَهُوَ قَآئِمٞ يُصَلِّي فِي ٱلۡمِحۡرَابِ﴾ [آل عمران: 39]، وقال عيسى عليه السلام: ﴿قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا ٣٠ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا ٣١﴾ [مريم: 30، 31]، وقال الله لنبيِّنا
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد