الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله
وإحسانه، أحلَّ لنا الطيبات، وحرَّم علينا الخبائث، ﴿قُلۡ مَنۡ
حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ﴾ [الأعراف: 32].
وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى
الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى ﴿إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ
عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا﴾ [النساء: 1].
عباد الله: إن التنظيف والتجمل
في البدن والثياب أمران مطلوبان شرعًا، وقد رسم النبي صلى الله عليه وسلم الطريقة
المطلوبة فيهما بقوله وفعله، وقد قال الله تعالى: ﴿لَّقَدۡ
كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21] فلا
يجوز لنا أن نرسم لأنفسنا أو نستورد من أعدائنا عاداتٍ وتقاليد تخالف هدي رسول
الله صلى الله عليه وسلم كما يفعل كثيرٌ من المتشبهين بالكفار في عاداتهم
وعباداتهم وتقاليدهم، وقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في شعر الرأس تركه كله
أو أخذه كله، ولم يكن يحلق بعضه ويدع بعضه، وكان يقص شاربه، ويقول: «مَنْ لَمْ
يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ فَلَيْسَ مِنَّا» ([1]) رواه الترمذي وقال:
حديث صحيح.
وفي صحيح مسلمٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قُصُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَرْخُوا اللِّحَى، خَالِفُوا الْمَجُوسَ» ([2])
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2761)، وأحمد رقم (19283).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد