وفي صحيح مسلمٍ عن أنسٍ قال: «وقَّت لنا
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في قص الشارب وتقليم الأظافر ألا نترك أكثر من
أربعين يومًا وليلة» ([1]) وكان النبي صلى
الله عليه وسلم يحب السواك، وكان يستاك مفطرًا وصائمًا، ويستاك عند الانتباه من
النوم وعند الوضوء، وعند الصلاة وعند دخول المنزل، وكان صلى الله عليه وسلم يكثر
التطيب ويحب الطيب، ونهى صلى الله عليه وسلم عن أكل ما له رائحةٌ كريهةٌ كالبصل
والكراث والثوم، ولا سيما عند دخول المساجد.
شُرِع الاغتسال بوم الجمعة لإزالة الروائح الكريهة الناشئة عن العرق وغيره، وكان غالب ما يلبس النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه ما نُسِج من القطن وربما لبسوا ما نُسِج من الصوف والكتان، وكان هديه في اللباس أن يلبس ما تيسر من اللباس من الصوف تارةً، والقطن تارةً، والكتان تارةً. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: فالذين يمتنعون عما أباح الله من الملابس والمطاعم والمناكح تزهدًا وتعبدًا بإزائهم طائفةً قابلوهم لا يلبسون إلا أشرف الثياب ولا يأكلون إلا ألين الطعام، فلا يرون لبس الخشن، ولا أكله تكبرًا، وتجبرًا، وكلا الطائفتين هديه مخالفٌ لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ولهذا قال بعض السلف: كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب العالي والمنخفض، وفي السنن عن ابن عمر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ، ثُمَّ تُلَهَّبُ فِيهِ النَّارُ» ([2]) وهذا لأنه قصد به الاختيال والفخر فعاقبه الله بنقيض ذلك، كما عاقب من أطال ثوبه خيلاء، بأن خسف به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، وكذلك لبس الدنيء من الثياب يُذَم في موضعٍ ويُحمَد في موضعٍ، فيُذَم إذا كان
([1]) أخرجه: مسلم رقم (258).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد