في التذكير باليوم الآخر والعمل له
الحمد لله ربِّ
العالمين، يقبل توبة التائبين، ولا يضيع أجر المحسنين. وأشهد أن «لا إله إلا الله»
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أرسله رحمةً للعالمين، فأوضح به
المحجَّة للسالكين، وأقام به الحُجَّة على المعاندين، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه والتابعين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا ودائمًا إلى يوم الدين.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وزكُوا أنفسكم بفعل الطاعات، ولا تُدنِّسوها بالسيئات والمخالفات، قال الله تعالى:
﴿وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا ٧ فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا ٨ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا ٩ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا ١٠﴾ [الشمس: 7- 10] فما
تعمله -أيها الإنسان- في هذه الحياة من خيرٍ أو شرٍ فإنما تعمله لنفسك ولا تُجزى
إلا بعملك، قال تعالى: ﴿مَّنۡ عَمِلَ
صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٖ
لِّلۡعَبِيدِ﴾ [فصلت: 46].
والإنسان ما دام حيًّا فلا بد أن يعمل ويتحرك ويتكلم وينوي ويقصد ولا يبقى معطلاً، ولا بد أن تُحصى أعماله وأقواله ونياته ومقاصده وتُكتب في ديوان أعماله، قال تعالى: ﴿إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ7١ مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ ١﴾ [ق: 17، 18]، وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ ١٠ كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١ يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ ١٢﴾ [الانفطار: 10- 12]، وعِلمُ الله تعالى محيطٌ بجميع ذلك: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّىٰكُم بِٱلَّيۡلِ وَيَعۡلَمُ مَا جَرَحۡتُم بِٱلنَّهَارِ﴾ [الأنعام: 60]، ﴿وَيَعۡلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعۡلِنُونَۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ﴾ [التغابن: 4]، وفي يوم القيامة يُحضَر
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد