من صفات المؤمنين في القرآن
الحمد لله ربِّ
العالمين، حكم بالفلاح لأهل الإيمان، وبالخسار لأهل الكفر والطغيان، وأشهد أن «لا
إله إلا الله» وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وما له من العظمة والسلطان،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أنزل عليه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى
والفرقان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل العلم والإيمان، وسلَّم تسليمًا
كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى. وتأمَّلوا ما ذكره الله في كتابه من صفات المؤمنين لتأخذوا منها القدوة، ومن ذلك ما ذكره الله تعالى في مطلع سورة المؤمنون بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ ٣ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ ٤ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ٦ فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ ٧ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ ٨ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ١﴾ [المؤمنون: 1- 11]. وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أهمية ما ذكر في هذه الآيات في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيَّ عَشْرُ آيَاتٍ مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([1])،
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3173)، وأحمد رقم (223).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد