ثم قرأ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾ [المؤمنون: 1]. حتى ختم العشر. وروى النَّسائي بسنده عن عائشة رضي الله
عنها لما سُئِلت عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان خلقه القرآن.
فقرأت ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾ [المؤمنون: 1]. حتى انتهت إلى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ﴾ [المؤمنون: 9]
فقالت: هكذا خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم. تعني رضي الله عنها أنه صلى الله
عليه وسلم كان يعمل بهذه الآيات ويتصف بما تضمَّنته من الصفات الحميدة.
وقد أخبر سبحانه أن
المؤمنين الذين اتصفوا بهذه الصفات هم الذين يسعدون ويفوزون ويفلحون، وهذا يدل على
أن من لم يتصف بها فهو خاسر.
كما قال تعالى: ﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ
فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ ٤ ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ
٥ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ
أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ ٦﴾ [التين: 4- 6] وقال
تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ
٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ
بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣﴾ [العصر: 1- 3].
فأخبر سبحانه في هذه الآيات أن كل إنسان خاسر إلا من اتصف بالإيمان والعمل الصالح، ودعا إلى الخير ونهى عن الشر، وصبر على ما يناله من الأذى في مقابل ذلك من الناس. وقوله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ﴾ [المؤمنون: 2]. وفي ختام الآيات قال سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ﴾ [المعارج: 34]. فيه دليل أهمية الصلاة ومكانتها في الدين، وتصدُّرها لصفات المؤمنين؛ لأنها عمود الإسلام والناهية عن الفحشاء والآثام، وتسهِّل فعل الطاعات. كما قال تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ﴾ [البقرة: 45].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد