×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

وفي المحافظة عليها محافظة على ما سواها من واجبات الدين من باب أولى، وهي أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة من عمله، والخشوع فيها يعني حضور القلب واستحضاره لعظمة الله وذله بين يديه، وسكون الجوارح عن الحركات المخالفة لأعمال الصلاة، والخشوع في الصلاة هو روحها والمقصود منها، ولا يكتب للعبد من صلاته إلا ما عقل منها، وفي انشغال القلب بغير الصلاة التفات به عن الله إلى غيره، وفي حركة الجوارح والعبث بها سوء أدب مع الله، وفي نظر المصلي إلى يمينه وشماله التفات بوجهه عن الله، وهو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد، وهو دليل على التفات قلبه، وفي نظره إلى غير موضع سجوده مما أمامه انشغال عن صلاته وذهاب لخشوعه. وقوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ [المؤمنون: 3].

واللغو هو الباطل، وهو يشمل الشرك وسائر المعاصي، ويشمل ما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال، فهم معرضون عن الباطل بجميع أنواعه، ومنشغلون بالحق، فلا يستمعون إلى السماع الباطل من غيبة ونميمة، ومن أغانٍ ومزامير وخيمة، ولا ينظرون إلى الباطل الذي يعرض في أفلام الخلاعة والمجون، ولا يحضرون مجالس اللهو واللغو وفعل المحرمات، ولا يطيعون الدعاة إلى الباطل مهما زخرفوا الدعاية وعرضوا باطلهم في التلفاز والفيديو والإذاعات، وفي الصحف والمجلات، ولا يمشون لحضور الباطل الذي يعرض في دور اللهو والمسارح الأثيمة.

وقوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ [المؤمنون: 4]. الزكاة: الطهارة والنمو، فهم يزكُّون أنفسهم، بفعل الطاعات، وترك المحرمات، 


الشرح