×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 التحذير من الذنوب وعقوباتها

الحمد لله ربِّ العالمين، منَّ على مَن شاء من عباده بهدايتهم للإيمان، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له تفرَّد بالكمال والجلال والعظمة والسلطان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث إلى كافة الإنس والجان، فبلَّغ رسالة ربه وبيَّن غاية البيان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حق جهاده حتى نشروا العدل والأمن والإيمان، وسلَّم تسليمًا كثيرًا...

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واحذروا المعاصي فإن لها أثرًا سيئًا على العاصي وعلى المكان والسكان، قال تعالى: ﴿وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَا [الأعراف: 56]. أي لا تفسدوا فيها بالشرك والمعاصي والظلم، بعد إصلاحها بالتوحيد والعدل والطاعة وإرسال الرسل.

فالمعاصي تضر بالقلوب كضرر السموم في الأبدان، وهل ما في الدنيا والآخرة من شرور وعقوبات إلا وسببه الذنوب والمعاصي؟ فما الذي أهلك الأمم الماضية إلا الذنوب والمعاصي؟

قال تعالى: ﴿فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِ حَاصِبٗا وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ [العنكبوت: 40].


الشرح