والذنوب تتفاوت
وتنقسم إلى كبائر وصغائر وتتفاوت مفاسدها وعقوباتها في الدنيا والآخرة، قال الإمام
العلامة ابن القيم رحمه الله: ثم هذه الذنوب تنقسم إلى أربعة أقسام: «ملَكِيّة،
وشيطانيّة، وسَبُعية، وبهيميّة» لا تخرج عن ذلك.
فالذنوب الملكية: أن يتعاطى ما لا
يصلح له من صفات الربوبية كالعظمة والكبرياء والجبروت والقهر والعلو بغير الحق
واستعباد الخلق ونحو ذلك، ويدخل في هذا الشرك بالرب، وهذا القسم أعظم أنواع
الذنوب، ويدخل فيه القول على الله بلا علم في خلقه وأمره، فمن كان من أهل هذه
الذنوب فقد نازع الله سبحانه في ربوبيته وملكه وجعل نفسه له ندًّا. وهذا أعظم
الذنوب عند الله ولا ينفع معه عمل.
وأما الشيطانية: فالتشبه بالشيطان
في الحسد والبغي والغش والغل والخداع والمكر والأمر بمعاصي الله وتحسينها، والنهي
عن طاعة الله وتهجينها، والابتداع في دينه والدعوة إلى البدع والضلال، وهذا النوع
يلي النوع الأول في المفسدة وإن كانت مفسدته دونه.
وأما السبعية: فذنوب العدوان
والغضب وسفك الدماء والتوثب على الضعفاء والعاجزين...
وأما الذنوب
البهيمية: فمثل الشَّرَه والحرص على قضاء شهوة البطن والفرج، ومنها يتولد الزنا
والسرقة وأكل أموال اليتامى والبخل والشح والجبن والهلع والجزع وغير ذلك.
وهذا القسم أكثر ذنوب الخلق لعجزهم عن الذنوب السبعية والملكية ومنه يدخلون إلى سائر الأقسام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد