×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 الخطبة الثانية:

الحمد لله على فضله، وإحسانه رضي لنا الإسلام دينًا، وأمرنا بالتقوى لأنها خيرُ لباس، وأشهدُ أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، وهو ربُّ الناس ملكُ الناس، إله الناس، وأشهدُ أن مُحمدًا عبده ورسوله أرسله رحمةً للعالمين، وشرح له صدره، ورَفع له ذِكْره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمرهُ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وكلِّ مَن آمن، وتمسَّك بسُنَّته إلى يوم الدين...

·        أما بعد.

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وتمسَّكوا بالإسلام الذي اختاره الله سبيلاً إلى دار السلام، واعلموا أنَّ كثيرًا من المنتسبين إلى الإسلام اليوم اكتفوا بمجرد الانتساب من غير تحقيق لتلك النسبة من حيثُ التمسك بعقائده، وشرائعه، فهم في العقيدة على دين الجاهلية يعبدون القبور ويتقربون إليها بأنواع القربات كما كان أهل الجاهلية يعبدون اللات، والعُزَّى، ومناة، ويتخذون من مشائخ الطُّرق الصوفية أربابًا من دون الله يُشرِّعون لهم من الدين ما لم يأذنْ «به» ([1]) الله من الأوراد البدعية، وإحياء الموالد، والذكريات المُشتملة على كثير من الخرافات، والشركيات، وبعضهُم ينتسب إلى آل البيت كذبًا، وزورًا يريد من ذلك إغراء الجُهَّال بالتبرك به، واتباعه على الباطل، وهو يعلم أنَّ مجرد النسب لو صحَّ فإنه لا يُغني عنه من الله شيئًا إلا إذا استقام على الحقِّ،


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.