قال صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» ([1])، وهذا أبو لهب عمُّ
النبي صلى الله عليه وسلم لم ينفعهُ نسبُه لمَّا كان على دين المشركين، قال تعالى:
﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ
وَتَبَّ﴾ [المسد: 1] إلى آخر السورة...
وبعض المنتسبين إلى
الإسلام يحكمون بغير ما أنزل اللهُ فيحكمون القوانين الوضعية بدلاً من الشريعة
الإسلامية، والله تعالى يقول: ﴿أَلَمۡ
تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ
وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ
وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ
ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا﴾ [النساء: 60].
وهم في مجال التعامل
لا يتورَّعون عن حرام؛ فيتعاملون بالربا، والغش، والخديعة، والكذب، وقد قال النبي
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» ([2])، وقال عليه السلام:
«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ
يَكْذِبُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ» ([3]).
ولا يأخذون من
الإسلام إلاَّ ما يوافق رغباتهم، وما خالفَ رغباتهم رفضُوه كحال الذين قال الله
تعالى فيهم: ﴿كُلَّمَا
جَآءَهُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُهُمۡ فَرِيقٗا كَذَّبُواْ
وَفَرِيقٗا يَقۡتُلُونَ﴾ [المائدة: 70]، والذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَإِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ
وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم مُّعۡرِضُونَ ٤ وَإِن يَكُن لَّهُمُ ٱلۡحَقُّ يَأۡتُوٓاْ إِلَيۡهِ مُذۡعِنِينَ
٤٩﴾ [النور: 48، 49].
فاتقوا الله، وتمسَّكوا بدينكم فيما أحببتم، وفيما كرهتم؛ فربما يكون الذي كرهتم خيرًا مما أحببتم، قال تعالى: ﴿وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2699).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد