×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» ([1])، وهذا أبو لهب عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم لم ينفعهُ نسبُه لمَّا كان على دين المشركين، قال تعالى: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ [المسد: 1] إلى آخر السورة...

وبعض المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بغير ما أنزل اللهُ فيحكمون القوانين الوضعية بدلاً من الشريعة الإسلامية، والله تعالى يقول: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا [النساء: 60].

وهم في مجال التعامل لا يتورَّعون عن حرام؛ فيتعاملون بالربا، والغش، والخديعة، والكذب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» ([2])، وقال عليه السلام: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَكْذِبُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ» ([3]).

ولا يأخذون من الإسلام إلاَّ ما يوافق رغباتهم، وما خالفَ رغباتهم رفضُوه كحال الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿كُلَّمَا جَآءَهُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُهُمۡ فَرِيقٗا كَذَّبُواْ وَفَرِيقٗا يَقۡتُلُونَ [المائدة: 70]، والذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَإِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم مُّعۡرِضُونَ ٤ وَإِن يَكُن لَّهُمُ ٱلۡحَقُّ يَأۡتُوٓاْ إِلَيۡهِ مُذۡعِنِينَ ٤٩ [النور: 48، 49].

فاتقوا الله، وتمسَّكوا بدينكم فيما أحببتم، وفيما كرهتم؛ فربما يكون الذي كرهتم خيرًا مما أحببتم، قال تعالى: ﴿وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2699).

([2])     أخرجه: مسلم رقم (102).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (2564).