الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين، أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث، ويسّر الرزق الحلال لمن طلبه وقنع
به ﴿وَمَن يَتَّقِ
ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ﴾ [الطلاق: 2، 3]
وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، لا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا
ما حرمه، ولا دين إلا ما شرع، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بيّن لأمته الحلال
والحرام، فعليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، وعلى جميع صحبه الكرام وكل من اتبعه
على دينه واستقام... أما بعد.
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واعلموا أن مما يحرم بيعه والاتجار به وعمله واستعماله التصاوير التي لذوات
الأرواح بجميع أنواعها مجسمة أو مرسومة على لوحات أو أوراق سواءً كانت معمولةً
باليد أو مأخوذةً بالآلة الفوتوغرافية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن
المصوِّرين وأخبر أنهم أشد الناس عذابًا يوم القيامة، وأمر بطمس الصور وإهانتها
وانتهاكها، فيحرم بيعها وشراؤها وأكل ثمنها والاتجار بها، وتحرم صناعتها وترويجها.
فالذين يفتحون محلات التصوير أو يصوِّرون الناس بالأجرة، والذين يبيعون الصور كلهم عاصون لله ورسوله متوعَّدون بأشد الوعيد، وما يأخذون من المال في مقابل ذلك حرام وسحت ومكسب خبيث، والذين يشترون هذه الصور ويعلقونها في بيتهم ودكاكينهم أو ينصبونها على طاولات التجميل أو يحتفظون بها للذكريات كل هؤلاء آثمون، ومتعرضون للوعيد الشديد. فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة، يعني -والله أعلم- ملائكة الرحمة، والذي يمنع دخول الملائكة في بيته
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد