بسبب اقتنائه الصور
المحرمة، إنسان لا خير فيه لنفسه ولا لأهل بيته. وهو مستبدل للخبيث بالطيب ﴿بِئۡسَ لِلظَّٰلِمِينَ
بَدَلٗا﴾ [الكهف: 50].
وإذا كانت الصورة
مُهانة كالصور التي في الفرش التي تُداس ويُجلس عليها أو كانت مطموسةً بإزالة
رأسها أو تلطيخه فهذه لا تضر، وكذا الصورة التي أخذت للضرورة كصورة حفيظة النفوس
أو جواز السفر أو رخصة القيادة فهذه لعلّ الإنسان لا يؤاخذ عليها لأنه مضطر. ومما
يحرم بيعه والاتجار به ملابس النساء التي لا تستر أجسامهن وتغرس الفتنة بين الناس،
كالملابس القصيرة والملابس الضيقة والملابس التي فيها تشبه بالكافرات، فهذه
الملابس لا يجوز بيعها ولا يجوز تفصيلها وخياطتها ولا يجوز أكل ثمنها؛ لأن في
ترويجها شرًّا وفتنةً وإعانةً على المعصية، وما أدى إلى الحرام فهو حرام؛ والله
تعالى يقول: ﴿وَلَا
تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ
شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة: 2].
أيها المسلمون: إن للمكاسب
المحرمة آثارًا سيئةً على الفرد والجماعة، من أشدها أن الإنسان إذا أكل منها لم
يُستجب له دعاء، وهو لا يستغني عن ربه طرفة عين، وما ندري لعلّ ما أصاب كثيرًا من
الناس اليوم من الوقوع في المحرمات وإضاعة الصلوات والتكاسل عن الطاعات سببه
المكاسب الخبيثة والمآكل المحرمة، وكذلك ما أصابهم من أمراض فتاكة وما ينزل من
كوارث مروِّعة سببه المكاسب الخبيثة والمطاعم المحرمة.
فاتقوا الله عباد الله - وانظروا ما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم،
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله....إلخ.
******
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد