في التحذير من كيد الكفار للإسلام والمسلمين
الحمد لله ربِّ العالمين
أعزَّنا بالإسلام، وجعلنا به خير أمة أخرجت للناس. وأشهد أن «لا إله إلا الله»
وحده لا شريك له. وهو رب الناس ملك الناس. إله الناس. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
أرسله إلى جميع الناس، وجعل شريعته باقية، وعامة لجميع الأجناس. صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه الذين آمنوا به، واتبعوه، ونشروا دينه وبلَّغوه، وسلَّم تسليمًا
كثيرًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واعلموا أنكم مسئولون عن دين الإسلام وما قمتم به نحوه في خاصَّة أنفسكم، ومع
غيركم. قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُۥ
لَذِكۡرٞ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسَۡٔلُونَ﴾ [الزخرف: 44]، وقال
تعالى: ﴿فَلَنَسَۡٔلَنَّ ٱلَّذِينَ
أُرۡسِلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَنَسَۡٔلَنَّ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ٦
فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيۡهِم بِعِلۡمٖۖ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ ٧﴾ [الأعراف: 6 - 7].
عباد الله: إنَّ أعداء الإسلام منذ بعث الله رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم وهم يكيدون له ويحاولون القضاء عليه، قال تعالى: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ ۡۗ﴾ [البقرة: 120]، وقال تعالى: ﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ﴾ [النساء: 89]، وقال تعالى ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ﴾ [البقرة: 217]. حاولوا صدَّ الناس عن اتباع الرسول ووصفوه بأشنع الأوصاف، وحاولوا قتله، وقاتلوه، وقاتلوا أتباعه؛ فلم يفلحوا، ثم لجئوا إلى طريقة خبيثة ماكرة، وهي الدخول في الإسلام ظاهرًا، والكيد له باطنًا. فكان فريق من المنافقين.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد