×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 وسرعان ما فضح الله كيدهم، وحذَّر المسلمين من شرهم، وكشف نواياهم وخططهم، ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم تألَّب اليهود والمجوس على المسلمين فأظهر ناس منهم الإسلام خدعةً واندسوا بين المسلمين لبث الفتنة والإفساد، وادَّعوا التشيع لأهل البيت واغتالوا الخلفاء وأثاروا الحروب بين المسلمين. ولكن سرعان ما أبطل الله كيدهم، واجتمعت كلمة المسلمين، واستردَّت الدولة الإسلامية سيطرتها على مشارق الأرض ومغاربها في عهد الدولة الأموية والعباسية. فتحوَّل هؤلاء المنافقون من اليهود والمجوس إلى منظمات سرية فكانت منهم منظمة إخوان الصفا التي أصدرت رسائلها في الدعوة إلى الإلحاد، والتشكيك في الدين وإفساد العقائد وعرفت عند المسلمين برسائل إخوان الصفا، وتشعبت هذه الطائفة المدسوسة على المسلمين إلى فرق القرامطة والباطنية الإسماعيلية ودسُّوا على المسلمين نحلةً جديدة، هي نِحلة التصوف التي نمت بذوره، وطوَّرت مناهجه، وصار يعمل إلى جانب التشيع لهدم الإسلام؛ فبثَّت هاتان الفرقتان فتنة البناء على القبور، وتشييد المشاهد الشركية التي أصبحت أوثانًا تُعبد من دون الله في كثيرٍ من البلاد ولا تزال..

وجاء غزو التتار الذي فتك بالمسلمين وقتل الخليفة، واحتل كثيرًا من بلاد المسلمين وقتل كثيرًا من العلماء وأحرقوا الكتب، ودارت بينهم، وبين بقية المسلمين معارك هائلة انتهت بانتصار المسلمين. ثم جاء الغزو الصليبي النصراني؛ فاحتلَّ كثيرًا من بلاد الشام، واستولى على المسجد الأقصى مدة من الزمن، وقاتلهم المسلمون حتى نصرهم الله على يد القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي الذي خلص المسجد


الشرح