×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

الأقصى من قبضتهم. ولما ضعف المسلمون في العصور المتأخرة غزاهم الاستعمار الكافر واستولى على كثيرٍ من بلادهم وقسمهم إلى دويلاتٍ، وبثَّ سمومه وأحقاده فيهم، ولما انحسر هذا الاستعمار السياسي بقي الاستعمار الفكري الذي هو عبارةٌ عن الإلحاد في العقائد والفساد في الأخلاق، والإغراق في الشهوات البهيمية، وتكونت المنظمات والإرساليات التبشيرية النصرانية، والمنظمات الماسونية اليهودية، واتجهت كل هذه المنظمات تكيد للإسلام والمسلمين بشتى الوسائل. وإلى جانب هذه المنظمات الهدامة الغزو الشيوعي الإلحادي الإباحي الذي ينكر الأديان جملةً، ولا يعترف بوجود الخالق.

إن كل هذه الروافد الكفرية تصب في مصبٍّ واحد هو قصد القضاء على الإسلام. وقد استأجرت هذه المؤسسات التكفيرية قومًا من جِلدتنا، ويتكلمون بلغتنا استأجرتهم لتنفيذ مخططاتها في المسلمين فاستغلوا بعض القادة العرب ليكون عميلاً لهم في تنفيذ سياستهم، واستغلوا الفرق المنحرفة التي تتسمى بالإسلام كالصوفية، وعُبَّاد القبور؛ فشجعتهم، وركزتهم حتى ينتشر مذهبهم المنحرف على أنه هو الإسلام ويقضي على الدين الصحيح؛ فلا تجد طائفةً منحرفة عن الإسلام إلا ولها من يدعمها من أمم الكفر، واستغلوا وسائل الإعلام من إذاعة، وتلفاز، وصحافة في غالب البلاد العربية، ودسُّوا فيها البرامج الفاسدة المفسدة من أفلامٍ خليعة وأغانٍ ماجنة، وصورٍ عارية، ومعازف، ومزامير ملهية، وأناشيد مثيرة، وتمثيلياتٍ مغرضةٍ، وكتابات منحرفة في الصحف، والمجلات تندِّد بالدين، وتدعو إلى الكفر والإلحاد، والتحلل من الأخلاق الفاضلة، واستغلوا المناهج التعليمية في بعض البلاد


الشرح