الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين هدانا للإسلام، وجعلنا به خير أمةٍ أخرجت للناس، وجعل هذا الإسلام
مبنيًّا على أركان لا يستقيم إلا بها، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك
له. بيّن لعباده طريق النجاة ليسلكوه ويلزموه، وطريق الهلاك ليحذروه ويجتنبوه،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أنزل عليه الذكر ليبين للناس ما نزل إليهم من ربهم
ولعلهم يتقون؛ فبلَّغ البلاغ المبين، وبيَّن غاية التَّبيين، وترك أمته على
البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا الهالكون، وصلى الله عليه وعلى آله
وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين...
· أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله تعالى، وأطيعوه، واعلموا أن تارك الصلاة متعمدًا، ومصرًّا على تركها كافرٌ بالله عز وجل من غير تفصيلٍ عند جمعٍ من المحققين من العلماء ومفارقٌ لجماعة المسلمين، كما دل ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يعامل معاملة الكفار لا تؤكل ذبيحته ولا يزوَّج من بنات المسلمين ولا يرث من قريبه المسلم، ويجب بُغضُه، وهَجْره، والابتعاد عنه ما دام على قيد الحياة، وإذا مات من غير توبة لا يغسَّل، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يورث، فتنبهوا لذلك وخذوا على أيدي سفهائكم من أولادكم وجيرانكم ومن حولكم ممن يتهاونون في شأن الصلاة ويقتدون بمن ضيعها وتركها ممن لا قيمة للدين عنده، ولا ينفع فيه الوعظ والتذكير، ولا يخاف الله والوقوف بين يديه يوم القيامة فقد كثر هؤلاء -لا كثَّرهم الله- في بلاد المسلمين، وجاوروكم في منازلكم، وخلطوكم في أعمالكم، وفي أسواقكم. فاحذروهم وابتعدوا عنهم،
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد