في بيان مزايا الإسلام
الحمد لله الذي أرسل
رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا، وأشهد أن «لا إله
إلا الله» وحده لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واشكروا نعمته. حيث أرسل إليكم أفضل الرسل وأنزل عليكم خير الكتب وشرع لكم أكمل
الشرائع ورضي لكم الإسلام دينًا، فقد أرسل الله رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم
على حين فترةٍ من الرسل. يهدي به إلى أقوم الطرق وأوضح السبل، وافترض على العباد
طاعته، علَّم به من الجهالة. وبصَّر به من العمى، وأرشد به من الغيّ، وفتح به
أعينًا عميًا وآذانًا صمًا، وقلوبًا غلفًا، وأشرقت الأرض برسالته بعد ظلماتها،
وتألفت به القلوب بعد شتاتها، وسارت دعوته سير الشمس في الأقطار، وبلغ دينه ما بلغ
الليل والنهار، وترك أمته على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالكٌ. قال
الله تعالى ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ
عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ
عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164].
نعم كانوا في ضلالٍ مبينٍ في عقائدهم حيث كانوا يعبدون الأصنام والأشجار والنيران، ومنهم من يعبد الملائكة والأولياء، ويقولون: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3]. هذه حالة الوثنيين من
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد