في الحثِّ على طلب الرزق من المكاسب المباحة،
والنهي عن المكاسب المحرمة
الحمد لله على فضله
وإحسانه، شرع لعباده طلب الرزق بالأسباب المباحة وحرم عليهم طلبه بالأسباب
المحرمة، فقال تعالى: ﴿وَأَحَلَّ ٱللَّهُ
ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ﴾ [البقرة: 275]، وقال تعالى: ﴿لَا تَأۡكُلُوٓاْ
أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ﴾ [النساء: 29]. وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك
له وهو العليم بمصالح عباده،﴿وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 216]
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بيّن لأمته ما أحل الله لهم من المكاسب وما حرم
عليهم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، وسلَّم تسليمًا...أما
بعد:
أيها الناس: اتقوا الله، ولا
يحملنّكم حب المال والطمع فيه أن تطلبوه بالتعامل المحرم والطرق غير المشروعة؛ فإن
في الحلال غُنْية عن الحرام، والمؤمن قد أغناه الله بحلاله عن حرامه، وكفاه بفضله
عمن سواه، والكسب الحلال يبارك الله فيه، وإن كان قليلاً فينمو ويكون عونًا لصاحبه
على طاعة الله.
والحرام يمحق الله بركته وإن كان كثيرًا، فلا ينتفع به صاحبه إن بقي في يده، وقد يسلط الله عليه ما يتلفه فيتحسر عليه صاحبه. قال الله تعالى: ﴿يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ﴾ [البقرة: 276] وقال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ﴾ [الروم: 39] والربا قد يطلق على كل بيع محرم، والله جل وعلا أمر بالأكل من الحلال والتصدق والإنفاق من الحلال،
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد