الخطبة الثانية:
ـ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي
خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ﴾ [الأنعام: 1] وأشهد
أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له ﴿وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَأَيَّ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ﴾ [غافر: 81] وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله أعرف الخلق بربه وأتقاهم له، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ وسلَّم تسليمًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وتفكروا في آياته واعتبروا بما يجري بينكم وحولكم من تقلبات الأحوال. ولا تغتروا
بما أنتم فيه من رغد العيش وبسطة الدنيا؛ فإن كل واحدٍ منا له أجلٌ محدودٌ، ويومٌ
موعودٌ، وكل ما هو آتٍ قريب: ﴿إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لَا يُؤَخَّرُۚ لَوۡ كُنتُمۡ
تَعۡلَمُونَ﴾ [نوح: 4]. وعند ذلك يخسر المبطلون ويتحسر الظالمون،
ويطلبون العودة فلا يمكنون، ويقال لهم فات الأوان وانقضى الزمان، وأنتم في غفلةٍ
معرضون.
عباد الله: إذا كنا لا نستطيع الصبر على حر الصيف وبرد الشتاء ونتخذ شتى الوسائل لتوقيهما وهما نَفَسان قليلان من أنفاس جهنم، فكيف بالذي تكون جهنم مصيره ومقره دائمًا لا يموت فيها ولا يحيى؟ ﴿لَا يُقۡضَىٰ عَلَيۡهِمۡ فَيَمُوتُواْ وَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُم﴾ [فاطر: 36] ولا يطمعون في النجاة منها ﴿كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمۡ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ﴾ [السجدة: 20] لهم سرابيل من القطران، وثيابٌ من النيران، ومقامع من حديد. وطعامهم من الزقوم وشرابهم من المهل والحميم والصديد. هذا جزاء من كفر بآيات الله ولم يعتبر بها
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد