الإيمان بأشراط الساعة
الحمد لله ربِّ
العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا
شريك له. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا،
وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم
تسليمًا كثيرًا..
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واعلموا أن الإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان الستة التي لا يصح الإيمان
إلا بها.
ولما كان ذلك اليوم
مسبوقًا بعلامات تدل على قرب وقوعه، تسمى أشراط الساعة، ناسب أن نعرِّفها لأن
الإيمان بها واجب وهو من صلب العقيدة، قال تعالى: ﴿ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ﴾ [القمر: 1]، وقال
تعالى: ﴿فَهَلۡ
يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗۖ فَقَدۡ جَآءَ
أَشۡرَاطُهَاۚ﴾ [محمد: 18] أي علاماتها وأماراتها، واحدها شرط.
قال الإمام البغوي رحمه الله: وكان النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة، وقال تعالى: ﴿وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٞ﴾ [الشورى: 17] وقال تعالى: ﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ﴾ [الزخرف: 66] ولقرب وقوع هذا اليوم، وتحققه جعله سبحانه كغد، قال تعالى: ﴿وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ﴾ [الحشر: 18] والغد هو ما بعد يومك، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُمۡ يَرَوۡنَهُۥ بَعِيدٗا ٦ وَنَرَىٰهُ قَرِيبٗا ٧﴾ [المعارج: 6، 7].
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد