في الابتلاء والامتحان واختلاف مواقف
الناس منهما بمناسبة الامتحان المدرسي
الحمد لله ذي الفضل
والإحسان خلق هذا الإنسان، وجعله عرضةً للابتلاء والامتحان، فمن أحسن فهل جزاء
الإحسان إلا الإحسان، ومن أساء فجزاء سيئة بمثلها أو يغفر الله لمن يشاء من أهل
الإيمان، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، يحكم لا معقِّب لحكمه وهو
سريع الحساب، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا
إليه بإذنه وسراجًا منيرًا، وأنزل عليه الحكمة والكتاب، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه الذين آمنوا به وعزَّروه، ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه، وسلَّم
تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أنكم في دار ابتلاء وامتحان، تُبتلون بالسراء والضراء وبالشدة والرخاء، وبالصحة والمرض، والغنى والفقر، وبالشهوات والشبهات، وبالأخيار والأشرار، فما مواقفكم من هذه الأحوال؟ إن العاقل البصير يحسب حسابه لكل حالة وينظر ما يخرج به منها من نجاح أو فشل، فكل حالة تمر على الإنسان هو فيها ممتحن، قال تعالى: ﴿وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ﴾ [الأنبياء: 35] أي نختبركم بالمصائب تارة وبالنعم أخرى. فننظر من يشكر ومن يكفر، ومن يصبر ومن يقنط، قال ابن عباس رضي الله عنهما ﴿وَنَبۡلُوكُم﴾ أي نبتليكم ﴿بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ﴾ أي بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية والهدى والضلال، ثم
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد