الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين، أمرنا أن نعبده مخلصين له الدين، ونهانا عن طاعة الكفار والمشركين،
والانخداع بأعمال السحرة والمشعوذين، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله القائل: «إِنَّ اللهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ
وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، فَتَدَاوَوْا، وَلاَ تَدَاوَوْا
بِحَرَامٍ» »([1]) صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا..
·
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله تعالى في جميع أحوالكم، وفي حال صحتكم ومرضكم فخذوا ما أحلَّ الله لكم ودعوا ما حرَّم الله عليكم. ففي الحلال غنيةٌ من الحرام، واعلموا أن الله سبحانه بمنِّه وفضله جعل لكل داءٍ دواءً أباح لعباده التداوي به، فقد روى مسلمٌ في صحيحه من حديث أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عز وجل » »([2]) والتداوي بالأدوية المباحة من جملة الأسباب التي أمر الله بالأخذ بها، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي وأنه لا ينافي التوكل كما لا ينافيه رفع الجوع والعطش والحرِّ والبرد بأضدادها بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضياتٍ لمسبباتها قدرًا وشرعًا، إلى أن قال: وفي قوله صلى الله عليه وسلم:
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3874)، والطبراني في « الكبير » رقم (649).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد