الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وأطيعوه، عباد الله: اعلموا أن أسباب الطلاق كثيرة،...
أولاً: سوء اختيار
الزوجين بعضهما للآخر عند الزواج فقد يقدم أحدهما على الزواج بالآخر وهو لا يعرف
عنه شيئًا لا في دينه ولا في خلقه، فإذا تكشفت له الحقائق وأخفق، أراد التخلص من
هذا القرين الذي لا يناسبه ولهذا شُرِع التحرِّي لكل من الرجل والمرأة قبل الإقدام
على الزواج.
ثانيًا: ومن أسباب الطلاق إثقال كاهل الزوج بالتكاليف الباهظة عند الزواج فإن هذا يسبب كرهه لهذه الزوجة التي استنفدت منه أموالاً كثيرةً وعدم تحمله منها أدنى زلة، ولهذا استحبَّ تيسير المهور، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَعْظَمَ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مُؤْنَةً» ([1]) رواه أحمد، ومن أسباب الطلاق سوء العشرة بين الزوجين وعدم قيام أحدهما بما أوجبه الله عليه للآخر، وقد أمر الله بحسن العشرة فقال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ﴾ [النساء: 19] وقال تعالى: ﴿فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنٖۗ﴾ [البقرة: 229].
([1]) أخرجه: أحمد رقم (25119)، والحاكم رقم (2732).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد